الجمعة، 3 ديسمبر 2010

حكاية الذئب و الحمل


شعر الحمل أو الخروف بالعطش فذهب الى الشلال ليشرب و ما أن شرع في الشرب حتى أطل عليه الذئب من عل و قال له

_ يكفي لقد عكرت علي الماء.

_قال الحمل: الماء لا يجري في العلالي يا سيدي.

_قال الذئب ألست أنت الذي شتمتني منذ عام؟

_ رد الحمل: انا ابن ستة أشهر.

_قال الذئب: إذن أبوك هو الذي شتمني؟

_ رد الحمل: وُلدت يتيما.

قال الذئب إذن جدك و انقض على الحمل فأكله. و هكذا يختلق القوي الذنوب على الضعيف ليُهلكه. و هذا ما حدث لابن أخي مع دركي بحاجز أمني البارحة. قدم ابن أخي من قسنطينة و معه أخته و زوجتي. و صل الى الحاجز الأمني الذي يقيمه رجال الدرك بصورة ثابتة. يتوقف ابن أخي عند الحاجز محترما جميع الاجراءات من أطفاء ﻷضواء الانارة الخارجية و إشعال للأضواء الداخلية حتى يمكن للدركي رؤية من بداخل السيارة. ينتظر إشارة الدركي للدوران يسارا. الدركي ينشغل بالحديث مع زميله ثم يلوح بيده لابن أخي طالبا منه المرور. يتحرك ابن أخي و ما هي الا عشرة امتار حتى يسمع مناديا يامره بالتوقف. يأتي الدركي وراءه مسرعا و الشرر يتطاير من عينيه. ''لقد أمرت ربّك بالتوقف''. هكذا قالها بدون حياء و لا استحياء. '' هات وثائق السيارة و اتبعني...اليوم نوريلك'' يترجل ابن أخي و يتبع الدركي الى مكتبه. يفكر الدركي مليا باحثا عن تهمة يضعها في المحضر ثم يجدها '' تهمة الفرار من حاجز أمني'' . يصيح ابن أخي مندهشا'' لقد أعطيتني إشارة المرور... و لماذا أفر منك. أنا لا أحمل شيئا ممنوعا لأفر منك و يمكنك تفتيش السيارة''. يزداد الدركي تعنتا و يضيف له تهمة أخرى '' أنت متهم بإهانة موظف أثناء تأدية مهامه'' . يجيبه ابن أخي '' هكذا هي الأمور معك... بكل بساطة. تسحب مني رخصة السياقة و تلفق لي التهمة تلو الأخرى. نحن لسنا في غابة يا هذا. زميلك كان يتحدث معك و هو شاهد على أني لم أهرب من الحاجز . أليس ذلك؟ '' يلتفت ابن أخي الى الدركي الآخر متيقنا من أنه سينصفه لكنه كطمع ابليس في الجنة. يرد عليه الدركي الشاهد الذي ما شافش حاجة'' ما دخلنيش انا ما شفت والو'' . ينفجر غضب ابن أخي فيخرج من المكتب قائلا للدركي '' افعل ما بدا لك و وثائق السيارة لديك...أما أنا فذاهب الى بيتي.''

يخرج الدركي وراءه طالبا منه العودة و لكن ابن أخي يرفض. يعود الى البيت ليوصل العائلة ثم يخرج من جديد بحثا عمن ييتوسط له للخروج من هذه الورطة. يعود بعد منتصف الليل بعد أن تلقى و عدا من أحد أصدقائه بحل المشكلة. في الغد,أعود الى المنزل بعد الظهرفألتقي ابن أخي و أسأله إن كان قد حل المشكلة فيخبرني أنه أحضر و ثائقه. ساعة بعدها يعود ليطلب مني مفاتيح السيارة. '' صديقي الذي جلب لي وثائق السيارة اتصل بي و اخبرني أني مطلوب لدى مصالح الدرك. أوجست خيفة من الأمر و شعرت أن الامور تعفنت. بعد ساعتين من الزمن اتصلت بابن أخي أسأل عنه. يخبرني أنه فراها و لكن بدون تفاصيل. يعود بعد ساعتين ليخبرني أنه فعلا فراها. و كيف ذلك؟ لقد اختلق الذئب تلك التهم من أجل أن يتعشى لحما. ''و هل دفعت له ما أراد؟ ''. نعم يا عم ...أنقض الذئب البشري على مبلغ العشاء كاملا و طلب من ابن أخي أن يتجنب الاحتجاج مرة أخرى. الامر قد يكلفك ستة أشهر في السجن لو لم تفهم روحك''قال الذئب للحَمًل.

هناك تعليق واحد:

nader32 يقول...

الله ينتقم من كل ظالم